Blog Layout

هل العبوات الغذائية البلاستيكية مضرة بالصحة؟

وائل الكيالي • ٣١ ديسمبر ٢٠٢٣

للإجابة على هذا السؤال لا بد من معرفة أنواع البلاستيك:

يقول الخبير في التغذية الدكتور عاصم صلاح خليل :
إن رمز المثلث على المنتجات البلاستيكية يعني أن هذا المنتج قابل للتدوير وإعادة التصنيع (وكل الأنواع قابلة لذلك).
بينما يشير الرقم داخل المثلث إلى مادة بلاستيكية معينة (كاختصار للدلالة على نوع البلاستيك).
أما بالنسبة للحروف خارج المثلث فهي اختصار لاسم البلاستيك (العلمي) المرادف للرقم في المثلث.

نقلا عن منصة: turbo future

استعمالات كل نوع ودرجة خطورته على الصحة:

البلاستيك رقم 1 صاحب اختصار: PET  أو PETE

آمن للاستخدام الغذائي لمرة واحدة فقط، ولهذا رقمه 1، ولهذا يستخدم في العبوات الغذائية التي تستخدم لمرة واحدة فقط ثم يتخلص منها، مثل قوارير المياه المعدنية، وأكواب وعبوات العصائر، وأكياس تغليف الأطعمة...


البلاستيك رقم 2 صاحب اختصار: HDPE

آمن للاستخدام الغذائي لمرتين  فقط، ولهذا هو صاحب الرقم 2، ويستخدم في بعض العبوات الغذائية كعبوات الألبان والأجبان  والعصائر... .


البلاستيك رقم 3 صاحب اختصار: PVC

هذا النوع لا يصلح للاستخدام البشري نهائيا، استخداماته في مجالات بعيدة تماما عن الصحة وأشهرها في صناعة أنابيب وتمديدات الصرف الصحي ومعدات وأدوات الصيانة والدهانات...، لكن للأسف أحيانا تصنع منه ألعاب الأطفال وكثيرا ما يستخدم في صناعة عبوات الأدوية وأنابيب وتمديدات مياه الشرب وهو أمر خطير جدا، فيجب التأكد من نوع البلاستيك المستخدم للاستعمال البشري قبل الاستخدام أو الاقتناء، وبالأخص للأطفال أو لمياه الشرب التي هي شريان الحياة.


البلاستيك رقم 4 صاحب اختصار: LDPE

آمن نسبيا ويستخدم في مواد التعبئة والتغليف كالأكياس وفواصل العبوات الزجاجية حتى لا تتكسر...، ويفضل عدم استخدامه في التغليف المباشر للمواد الغذائية بأن يكون ملامس لها بشكل مباشر.


البلاستيك رقم 5 صاحب اختصار: PP

أكثر أنواع البلاستيك أمانا للمنتجات الغذائية، وبعض أنواعه يستخدم للميكرويف لقدرته على تحمل درجات حرارة عالية بشرط توفر علامة صلاحية الاستخدام بالميكرويف، وسنذكر هذه العلامات لاحقا.


البلاستيك رقم 6 صاحب اختصار: PS

من أكثر الأنواع شيوعا للاستخدام الغذائي التجاري في المطاعم والمقاهي على الرغم من خطورته وسميته العالية وبالأخص مع المنتجات الساخنة بسبب سعره الرخيص جدا، ومن الأمثلة على استخداماته: أكواب القهوة والشاي، أدوات تناول الطعام، عبوات الفطائر والبيتزا، والبيرغر والشاورما، صناديق الخضار والفاكهة...، وحاليا يوجد تشريعات محلية وعالمية تخالف وتعاقب المنشآت الغذائية الذي تستخدم هذا النوع السام شديد الخطورة وبالأخص مع المنتجات الساخنة.


البلاستيك رقم 7

هذا النوع لا يوجد له اختصار؛ لأنه وباختصار يتكون من خليط من أنواع البلاستيك السابقة تم إعادة تدويرها وتصنيعها من جديد، أو نوع آخر لا يندرج تحت هذه الأنواع، وأي منتج بلاستيكي لا يحتوي أي علامة أو دلالة أور رقم كمؤشر على نوعه، سيكون غالبا مصنع من هذا النوع السابع والأخير من البلاستيك. ولهذا لا يستخدم نهائيا للاستخدام البشري لأنا لا نعرف من أي أنواع البلاستيك تمت صناعته، من حلوها أم مرها أم كليهما، ولهذا فهو محط جدال بين الأوساط العلمية إلا إذا ذكر عليه أنه خال من "البيسفينول أي" (BPA-FREE)، وهذا النوع الخالي من هذه المادة يستخدم في حفظ السوائل الغذائية مثل: حفظ وتخزين المياه والزيوت وفي رضاعات الأطفال وألعابهم...


ما هو الـ BPA (بيسفينول ثنائي الفينول)؟
مادة كيميائية تستخدم في صناعة المواد الحافظة للطعام، بداية من الزجاجات البلاستيكية، وحتى أنها تستخدم في الطبقة الداخلية للعبوات المعدنية التي تحفظ بها الأطعمة والمشروبات، كما تستخدم في الطبقة الداخلية للحاويات المعدنية الضخمة التي تستخدم في نقل الأغذية. وتستخدم هذه المادة منذ الستينيات، حتى أنها استخدمت لفترات طويلة في زجاجات لبن الأطفال الرضع.

أجرى المعهد القومي لدراسات علوم الصحة البيئية بالولايات المتحدة دراسة موسعة عام 2004 ليكتشف وجود تلك المادة في بول الإنسان بعد تناوله طعاما أو شرابا مخزنا في عبوات معدنية، ورغم إقرار منظمة الغذاء والدواء بأن 90% من البشر لديهم نسبة من مادة (BPA) في أجسادهم، فإن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلي أضرار بالغة بالمخ والبروستاتا، كما صنفت المادة كمادة مسرطنة؛ لذلك ارتفعت الأصوات المنادية بالتوقف عن استخدامها، وإنتاج مواد خالية منها يختم عليها (BPA free).


علامة الشوكة والسكين:

هي العلامة الدالة على أن هذه العبوة البلاستيكية صالحة للاستخدام الغذائي، لكن وجودها لوحدها لا يكفي، لا بد من التأكد من وجود أحد علامات البلاستيك الآمن للاستخدام الغذائي معها المذكورة سابقا وهي: البلاستيك رقم 1 أو 2 أو 5، فكثيرا ما نجد علامة الشوكة والسكين موجودة على أكثر أنواع البلاستيك سمية وهو النوع السادس صاحب الرقم 6، فلا بد من وجود ثقافة ووعي صحي يمكننا من تمييز الجيد من غيره.

ففي حال توفرت هذه العلامة مع علامة أحد أنواع البلاستيك الآمن للاستخدام الغذائي يمكن استخدامها مع المنتجات والأصناف الباردة فقط.


علامة الميكرويف:

الآن في حين توفر علامة الميكرويف مع العلامتين السابقتين، أو توفرها مع علامة أحد أنواع البلاستيك الآمن غذائيا فقط، فيمكن حينها استخدام هذه العبوات مع المنتجات الساخنة بشرط أن لا تزيد درجة حرارتها عن 100 درجة مئوية، كما يمكن استخدامها في تسخين الأطعمة فقط بالميكرويف بنفس شرط درجة الحرارة، وغالبا هذا النوع من العبوات الغذائية يذكر عليه درجات الحرارة التي يتحملها وبعدها يبدأ بالتحلل والتفاعل مع الطعام وبالتالي الإضرار بالصحة.


علامة الجلاية الكهربائية:

هذه العلامة تبين لك إن كان الوعاء الغذائي سواء البلاستيكي أو غيره صالح للجلي في الجلاية الكهربائية أم لا، وإن كان صالحا فعلا أي رف منها وعلى أي درجة حرارة، ولهذا يجب قراءة التعليمات جيدا على ورقة التغليف قبل الشراء، وهذه العلامات تكون مدموغة أو ملصقة بشكل جيد على أسفل أو جوانب أو أغطية الأواني البلاستيكية.


بلاستيك خارق:

وهو البلاستيك القابل للاستخدام في الميكرويف وأيضا بالفرن حتى درجة حرارة 200 درجة مئوية، وأشهر استخداماته في أكياس الشواء والفرن ، وغالبا ما تحدد الشركة المصنعة الحد الأعلى لدرجة الحرارة التي يمكن أن يتحملها، والتي لا بد من التقيد بها، لأن بعدها سيصبح ضار ويتفاعل مع الطعام، ويجب التأكد بأنها تحمل علامة الفرن قبل اقتنائها.


هل بدائل البلاستيك تغني عنه؟

بما أن حديثنا عن المنشآت الغذائية، فهناك توجه كبير عند الكثير للاستغناء عن مواد التعبئة والتغليف التي يقدم بها الطعام للطلبات الخارجية غالبا؛ بأخرى صديقة للصحة والبيئة، لكن هناك حقيقتين تبرز هنا وهي:

  1. هناك تحديات في بعض البدائل كونها غير صالح للاستخدام في إعادة التسخين بالميكرويف أو الفرن بالنسبة للوجبات الساخنة، وفي حال توفر بديل فغالبا ما تكون أغطية هذه البدائل الصحية مصنعة من أسوء أنواع البلاستيك الضارة PS صاحب الرقم 6، لأن كلفة هذه المواد عالية فيجري تخفيض التكلفة بهذه الطريقة التجارية الشكلية، بل إن نفس هذه البدائل غالبا ما تكون مطلية بمادة شمعية بلاستيكية من الداخل منعا للتسريب ولزيادة القدرة على التحمل، وكثير من الأكواب الكرتونية تكون ممزوجة بمواد بلاستيكية لنفس السبب، وأطقم تناول الطعام المرفقة قد تكون مصنعة من مواد بلاستيكية غير صحية، فغالبا هذه الإجراءات تصب فن الناحية التسويقية التجارية البحتة للمشاريع الغذائية أكثر من كونها حلا أو  بديلا جذريا عن البلاستيك.
  2. وحتى لو استخدمنا هذه البدائل أمام العميل، نحن فعليا نستخدم البلاستيك في كل عمليا تجهيز وتحضير وحفظ الغذاء في كل  ركن في المطبخ: ألواح التقطيع، مقابض السكاكين وأدوات المزج والتحريك، الأوعية والأواني، حافظات الطعام، الأرفف، الأجهزة، المعدات، الآلات...


حلول التعامل مع البلاستيك

بناء على ما سبق يتبين لنا أن البلاستيك أصبح مادة أساسية تدخل في كل الصناعات ويصعب التخلي عنها حاليا، بل هي مفيدة جدا إذا استخدمت بالطرق الصحيحة، وتسهل علينا الحياة وتخفض تكاليفها لرخص ثمنها وتوفرها بكثرة، ومشكلة البلاستيك ليس به كمادة، وإنما في سوء التعامل معه من قبل الإنسان، سوء الاستفادة من هذه النعمة بالطريقة المثلى، فلو استخدمنا كل نوع في الصناعات الخاصة به، وتم استخدام منتجاته وفق التعليمات المرفقة بها،  وتم وضع تشريعات صارمة تجبر المجتمعات والمنشآت على التخلص من مخلفات البلاستيك في أماكن خاصة ليتم إعادة تدويرها والاستفادة منها، لانتهت المشكلة، أو إلا حد ما تم تقليصها والسيطرة عليها لحد كبير جدا، فالبحار مثلا لا تشتكي فقط من تلوثها بالبلاستيك، فهي ملوثة بمياه الصرف الصحي وعوادم المصانع ومخلفات التجارب العسكرية...، والمسألة تحتاج لتكيف وحلول أما الحديث عن الاستغناء بشكل كامل فهذا مستحيل في واقعنا الحالي وحتى على لأمد الطويل.


المصادر:

  • مقال بعنوان: أرقام البلاستيك.. ما هي الكلمة الفصل؟ - المنشور على موقع الجزيرة نت.
  • مقال بعنوان: لماذا لا ينبغي أن تحمل حافظة طفلك المدرسية أحد هذه الأرقام؟ - بقلم د. أسامة أبو الرب - المنشور على موقع الجزيرة نت.
  • مقال بعنوان: الغذاء الصحي: متى يكون الطهي في أفران الميكروويف ضارا بالصحة؟ - المنشور على موقع الـ BBC NEWS عربي
  • موقع وزارة الزراعة الأمريكية USDA
بواسطة د. فاضل سليمان ٢٩ مارس ٢٠٢٤
بواسطة د. محمد طلال لحلو ١٠ مارس ٢٠٢٤
مزيد من المنشورات
Share by: